سقوط فكر البعث العربي وتمزق لبنان
فهذا إجمال وإيجاز سريع لنشأة هذه النعرات الجاهلية في العالم؛ سواء كانت في العالم الإسلامي، أو في العالم الأوروبي الذي منه أخذنا القومية العربية الحديثة، وقد تفتتت القومية العربية بحربين: الحرب الأولى: هي حرب لبنان ، وتمزقت لبنان ، فكانت هذه نعمة، ولو تأمل متأمل في التاريخ فإنه سيجد أن لبنان كانت منطلقاً لتمزيق الأمة الإسلامية، والدولة العثمانية، والرابطة التي جمعتهم هي: رابطة القومية في نظرهم، فأراد الله عز وجل أن تتمزق لبنان نفسها، وتصبح فئات متناحرة، فالموارنة طائفة، مثلاً والأرمن طائفة، بل إن الموارنة أنفسهم ينقسمون إلى أحزاب، فهناك حزب شمعون ، وحزب مع فرنجية .. وهكذا، فحتى الفئة الواحدة تجدها متمزقة، والدروز لهم حزب، ولهم إذاعة، ولهم جنس.والرافضة حزبان: حزب الشيطان، وهو الذي يسمونه الآن: حزب الله، وأمل أتباع نبيه بري ، وكل حزب منهما له جيش، وله مليشيات، وله إذاعة، وله دولة، وله كلام، فتمزقت البقعة الصغيرة هذه التي من أجلها مزقنا الأمة الإسلامية وجعلناها أمتين: أمة عربية، وأمة إسلامية، حتى كان إذا عقد مؤتمر القمة العربي فإنه يحضر رئيس لبنان ، إذا عقد مؤتمر قمة إسلامية حضره أيضاً رئيس لبنان ، وهو نصراني، لكن قالوا: لازم يحضر والعياذ بالله، فمن أجلهم ضيعنا ولاءنا، وعقيدتنا، وانتماءنا، فمزقهم الله، فبدأت القومية العربية في الانتكاس بهذا الحال.